يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض مزعجة جدا تتمثل في الشعور بالحرقة وتدفق حمض المعدة إلى المريء والتجشؤ بصورة مستمرة مع صعوبة البلع وغيرها من الأعراض، مما يؤثر على حياتهم اليومية وقدرتهم على تأدية مهامهم ووظائفهم بشكل مناسب، مع ذلك قد يتعامل البعض مع هذه المشكلة الصحية بصورة خاطئة وبطرق غير علمية دون أن يعرفوا ماهيتها أو أسبابها.
فهذه الأعراض كثيراً ما يعاني منها مرضى ارتجاع المريء والذي يتم تشخيصه من قبل الطبيب عند الفحص وعندها يقوم بتحديد درجة الإصابة وطريقة العلاج المناسبة لكل حالة سواء كان ذلك باستخدام الأدوية في الحالات البسيطة نسبيًا أو باستخدام المنظار بحسب رأي ونظرة الدكتور المعالج للوصول بالمريض لأفضل نتيجة و علاج ارتجاع المريء نهائيًا.
ما هو مرض ارتجاع المرئ؟
ارتجاع المريء هو حالة يعاني فيها الشخص من ارتداد حمض المعدة والطعام من المعدة إلى المريء بصورة متكررة تتسبب في أعراض مزعجة ومؤلمة، وتختلف كل حالة في حدة الأعراض ودرجة المرض التي قد تكون بسيطة، متوسطة، أو معقدة.
أسباب ارتجاع المرئ: –
ما هي اسباب ارتجاع المرئ؟ ارتجاع المريء يحدث عندما يتدفق محتوى المعدة باتجاه المريء بدلاً من البقاء في المعدة كما هو مفترض، وتشمل الأسباب الرئيسية لارتجاع المريء ما يلي:
- ضعف عضلة المريء السفلية الموجودة عند فتحة المعدة والمسؤولة عن منع الحمض من التسرب إلى المريء، فإذا كانت هذه العضلة ضعيفة فسوف تسمح لحمض المعدة بالارتداد إلى المريء.
- الضغط على المعدة بسبب السمنة أو الحمل أو التوتر الشديد يمكن أن يؤدي إلى دفع محتوى المعدة إلى المريء.
- تناول الأطعمة الحارة والدهنية والحمضية والكحول والكافيين يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث ارتجاع المريء.
- يمكن أن يزيد التدخين من احتمالية حدوث ارتجاع المريء من خلال عمل تهيج للغشاء المخاطي للمريء.
- تناول بعض الأدوية مثل العلاجات المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وبعض الأدوية المضادة للهيستامين قد تسبب ارتجاع المريء كآثار جانبية.
أعراض ارتجاع المريء: –
ما هي اعراض الارتجاع في المريء؟ من أبرز أعراض ارتجاع المريء ما يلي:
- الشعور بحرقة في المعدة.
- صعوبة البلع.
- الشعور برغبة في التقيؤ.
- التجشؤ باستمرار.
- السعال المزمن مع وجود هذه الأعراض.
- تغير الصوت لتهيج الحنجرة وتورمها بسبب الارتجاع المتكرر.
تشخيص ارتجاع المريء: –
في البداية يقوم الدكتور بسؤالك عن أعراضك وتاريخك الطبي الشخصي والعائلي، ثم يقوم بفحصك، إلى جانب ذلك في بعض الحالات قد يطلب بعض التحاليل والأشعة مثل ما يلي:-
-
التصوير بالأشعة السينية:
ويتم التصوير بالاشعة السينية بعد أن يشرب المريض محلولاً من الباريوم أو يبتلع كبسولة من الباريوم لأن هذه المادة تساعد على رؤية بطانة المريء والمعدة عند تصويرها بالأشعة السينية، بحيث توضح الصور أي تغيرات هيكلية أو تضيق في المريء.
-
التشخيص باستخدام المنظار:
في أغلب الحالات يتم التشخيص باستخدام منظار المريء فهو من أسهل طرق التشخيص وأدقها، حيث يتم فحص المريء جيداً باستخدام أنبوب المنظار المرن، وهو أنبوب رفيع مثبت في رأسه كاميرا، ويتم إدخاله عبر الفم وصولاً إلى المريء لمعرفة أسباب الإرتجاع، وللتأكد من عدم وجود مضاعفات أو أي التهابات، كما يمكن أخذ عينة من النسيج ليتم فحصها.
-
عمل اختبار لقياس درجة الحموضة:
حيث يتم إدخال جهاز صغير ليقيس مستويات الحمض في المريء لمدة معينة.
-
قياس ضغط وحركية المريء:
ويتم ذلك لقياس نسبة التوافق بين عضلات المريء عند البلع، ويستخدم لتقييم المرضى الذين يعانون من صعوبة البلع.
ما هو علاج ارتجاع المريء بسرعة؟
تعتمد مدة علاج ارتجاع المريء على شدة الأعراض وسبب الارتجاع، ولكن إذا تمت المقارنة بين أنواع العلاجات من حيث سرعة الشفاء فسوف يكون المنظار هو الخيار الأول
العلاج الدوائي:
في حالة ارتجاع المريء المتوسط ينبغي على المريض تناول الأدوية اللازمة للعلاج، وتقليل حدة الأعراض، وتغيير نمط حياته أيضًا للوصول لأفضل النتائج وعلاج ارتجاع المريء نهائيا بشكل سريع، والأدوية التي تستخدم في علاج هذه الحالات هي:
- مضادات الحموضة: وتعمل هذه الفئة من الأدوية عن طريق معادلة الحمض الذي تفرزه المعدة لتعكس بذلك شعورا بالراحة من الحرقة والارتجاع على المريض.
- الأدوية المضادة للهيستامين (H2 blockers): تقوم هذه الأدوية بتقليل إفراز حمض المعدة عن طريق منعها لعمل مستقبلات الهيستامين الموجودة في خلايا جدار المعدة، لكن قد تستغرق وقت طويل نسبيًا لتبدأ بالعمل حوالي 12 ساعة، لذلك ولأسباب أخرى لا تعتبر هذه الأدوية أفضل خيار لعلاج ارتجاع المريء لكنها تساهم بشكل أو بآخر في عملية التئام المريء، وقد يتم وصفها من قبل الدكتور المعالج بجانب مضادات الحموضة لعلاج حرقة المعدة بعد تناول الطعام.
- مثبطات مضخة البروتون (PPIs): هذه الأدوية تعتبر الخيار الأول والأكثر فاعلية في علاج ارتجاع المريء نهائيًا، حيث تعمل عن طريق منعها لعمل مضخة البروتون الموجودة في المعدة والتي تساهم في زيادة كمية حمض المعدة (HCL)، وهذه الفئة من الأدوية أثبتت فعاليتها في علاج الأعراض الشديدة لحالات ارتجاع المريء وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى.
التغذية السليمة:
بشكل عام وثابت في كل الحالات يجب على مريض ارتجاع المريء تغيير نمط حياته والعادات التي قد تضر بحالته الصحية بشكل ملحوظ مثل مايلي:
- التدخين: يتسبب التدخين في تهيج الأغشية المخاطية للمريء وبذلك يزيد من احتمالية حدوث ارتجاع المريء وزيادة إفراز حمض المعدة.
- تناول الوجبات الدسمة والحارة: أيضا الوجبات والأطعمة المليئة بالدهون والأطعمة الحارة تؤدي لزيادة إفراز حمض المعدة وحدوث ارتجاع المريء.
- السمنة وزيادة الوزن: فزيادة الوزن يزداد معها الضغط على المعدة وبذلك زيادة فرص حدوث ارتجاع المريء.
- النوم مباشرة بعد تناول الطعام: عند تناول الطعام تبدأ المعدة بإفراز الحمض اللازم لعملية الهضم لذلك لا ينبغي النوم بعد تناول الطعام مباشرة لكي لا يكون الجسم في وضع أفقي يسمح لحمض المعدة بالتدفق للمريء.
- تناول الكافيين والمشروبات الكحولية: تزيد هذه المشروبات من فرص حدوث ارتجاع المريء بطرق عدة.
- تناول الوجبات الكبيرة التي تملأ المعدة وتزيد الضغط عليها.
تغيير هذه العادات ربما تكون كافية لعلاج ارتجاع المريء البسيط بسرعة لأن الأعراض نادراً ما تظهر على المريض.
علاج ارتجاع المريء بالمنظار: –
إن علاج ارتجاع المريء بالمنظار هو أسرع طريقة في طرق العلاج، لأنه لا يستغرق سوى 30 دقيقة تقريباً وبعد ذلك يستطيع المريض مباشرة حياته بشكل طبيعي جداً لكن دون أن يشعر بأعراض ارتجاع المريء المزعجة التي كانت تلازمه قبل القيام بالمنظار.
ويتم اللجوء لإجراء المنظار عند تجربة المريض للعلاجات السابقة مع عدم وجود استجابة لحالته أو لو كانت حالته شديدة ومتفاقمة تمنعه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي عندها يمكن للدكتور أن يتخذ قرار علاج ارتجاع المريء نهائيا عن طريق المنظار.
كما أن العلاج بالمنظار يعتبر من أفضل الوسائل الحديثة المستخدمة في علاج ارتجاع المريء نهائيا وخاصة في مركز اندوسكوب حيث يتم تقديم أفضل خدمة وأفضل عناية بالمريض مع وجود أحدث التقنيات، والمركز به نخبة من الأطباء والاستشاريين، وبجانب كل ذلك لديه تسهيلات لسداد التكاليف و إمكانية التقسيط حتى 36 شهر ولا ننسى أيضًا تعاقد المركز مع النقابات وهيئات التأمين الطبي.
ومن مميزات علاج ارتجاع المريء بالمنظار:
- لا تستغرق مدة الشفاء وقت طويل إذا تمت مقارنتها مع طرق العلاج الأخرى.
- لا يتسبب بمضاعفات خطيرة كالجراحات المفتوحة التقليدية لأنه إجراء غير جراحي، فيعتبر خيار آمن تماماً ومثالي.
تقنيات علاجية مستخدمة لعلاج ارتجاع المريء بالمنظار: –
يستخدم مركز اندوسكوب مجموعة من التقنيات الحديثة لتشخيص وعلاج ارتجاع المريء نهائيا ومن أبرز هذه الطرق ما يلي:-
تقنية علاج إجراء الآرما (ARMA):
تعد هذه التقنية إجراء آمن غير جراحي ذو فاعلية لعلاج ارتجاع المريء، وتعتمد فكرته على القيام بكي الغشاء المخاطي لجدار المعدة العلوي الموجود عند أسفل صمام المريء، والفكرة من هذا الإجراء هي أن الكي يحول أنسجة الغشاء إلى نسيج ليفي وذلك يؤدي لتضييق عضلة المريء ويعزز عملها، وبالتالي يتم تحقيق التعافي التام من ارتجاع المريء وعدم ارتداد الحمض إلى المريء مرة أخرى.
تقنية علاج إجراء الجردكس(GERD-X):
هذه التقنية من أحدث التقنيات الألمانية المستخدمة في مركز اندوسكوب لعلاج ارتجاع المريء بشكل نهائي، وتتم عن طريق إجراء غرز غير جراحية لتضييق عضلة المريء السفلية، ومنع ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء.
كيف أتخلص من ارتجاع المريء نهائيا؟
للتخلص من الآلام وعلاج ارتجاع المريء نهائيا يجب أولا معرفة أسبابه جيداً ودرجة الإصابة وبعد ذلك تأتي خطوة العلاج، هذه الخطوات تضمن لنا العلاج بشكل نهائي وبالطريقة التي تناسب حالة المريض ودرجة الارتجاع لديه، كما أن الإلتزام بتعليمات الطبيب وتجنب الاطعمة التي تهيج نسيج المريء كل ذلك يساعد على سرعة التئام المريء وشفاء المريض.
وفي النهاية ويجب الأخذ في الاعتبار أن تشخيص وعلاج ارتجاع المريء نهائيا يعتمد على درجة الارتجاع حيث أن العلاج الدوائي لارتجاع المريء للحالات البسيطة والمتوسطة قد لا يستغرق الكثير من الوقت ويعتمد ذلك على درجة الإصابة ومدى إلتزام المريض بالأدوية والعادات الصحية، أما في الحالات الشديدة والمعقدة فربما يلزم استخدام المنظار لعلاج ارتجاع المريء نهائيا.
